حلوة بعيني يا قطر.

أحقاً مضى عام؟ لو أنك ظلت على ما أنت عليه فلم تقومي بما قمت به أثناء ربيع العرب؟ لو أنك خلال هذا العام لم تحصدي الجوائز، و تكسبي القلوب؟ لو أن الركبان ما سارت بأبيات تصف محاسنك و محامدك أكان هذا ليغير من حبي لك؟ بل لو فعلت خلاف هذا كله، لكان عتاب المحب لا هجو الخصم، فكيف و قد ضج العالم بأخبارك؟ كيف و قد رقيت حتى صرت رمزاً لمعاني افتقدتها شعوب المنطقة؟ كيف و قد أخذ الناس يطالبونك بأكثر مما يطيقه من هو أكبر منك؟ غطيتي بدوحتك الجميع، فكنت لهم ظلاً و ثمراً.  و الله قد بلغ حبك مبلغه من قلوب أناس لم تحملهم أرضك، ولا أقلتهم سماؤك، يتغنون بهذه الصغيرة ذات الفعال الكبيرة، حتى صاروا ينافسون أبنائك محبةً و زهواً، فيكرمونهم و يطيرون فخراً بإكرامهم  لمجرد كونهم قطعة منك.بل قد بلغ الغل في قلوب مبغضيك أن يطيروا فرحاً بنقدٍ لا ينقص من قدرك و يظهر الغل في افتراءهم و إفكهم.

كيف و قد حباك الله بوفرة العقل و المال؟ لا تضيعي وقتك، و لا تلقي بالاً بمن يتهمك بالثراء و كأنه عيب يُستر أو دَنَسٌ يُطهُّر! من رب العالمين اكتسبتيه و في مرضاته تنفقين، فأي شيء يعيبك؟

يحسبون الدماء ما سالت على ترابك،

يحسبون الجباه ما سجدت على أرضك،

يحسبون العيون ما دمعت، والأنفس ما صبرت

ما زلتي بنا من الخيام  حتى أعالي البنيان، فلله درك، ما ضرك بعد حب شعبك لك من حسد و حقد؟    

أصدقك الله، أصبحنا نتسابق أينا يزيد في مجدك، كلٌ في مجاله، تعددت سبلنا و الغاية واحدة وهي أن تفخري بنا كما تفخرين بمن قبلنا، حتى و إن صدر من أحدنا ما يعيب سد مكانه عشرات بالفعال الحسان. و أيم الله لقد رأيت في الصدور من محبتك ما ينافس الأولين فاصبري و انظري، و أيم الله لينهضن بإسمك شباب بيننا و من بعدنا حتى تحارين فيمن تفخرين؟

قطر.. أحببتك براً و بحراً، بدواً و حضراً، و أخشى عليك من نوائب الدهر، و الحسد ، و الطمع، و الجهل و الجشع حتى و إن فرقنا الموت.. أتدرين يا أحلى وطن؟ يعزيني عن الموت أن تضميني إليك فأتوسد ترابك مع الكثير ممن يشاركني حبك.  

سلام الله عليك ما رفرف علم،

المخلص أبداً،

مواطن يحبك.   

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. SAUD

    2011/12/07 - 08:34 م

    لا فض فوك اخوي رائد ، أعجبتني كلماتك جداً جداً جداً
    لا عدمنا إبداعا كإبداعك

  2. عائشة

    2011/12/15 - 10:22 ص

    مقال اقل ما يقال عنه انه رائع اخي رائد

    ابدعت

  3. صالح

    2011/12/16 - 02:15 ص

    ادور زر “like” او “favorite”

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات