إنتا بتسوي، غيرك ما بيسوي!

إنتا بتسوي محد بيسوي

 

كتبت كمسودة في العاشر من يونيه 2011:

  

أكثر الأمور سرية أشدها عرضةً للعلانية، و ويل للأسرار من أوقات الملل، فكاتم السر عندما يداهمه الملل أشد عرضة من أي وقت لأن يبوح بسره يكتمه الدهر كله لمرء لم تطل معرفته به سوى برهة من الزمن. و لتفادي هذا، فأنا آعرض أغرب ما أمر به على حلاقي التركي أردم، و أترك لهذا البسيط تفسير بعض الأمور المعقدة و لشدة عجبي فكثيراً ما يصيب تفسيره لأشد المعلومات غرابة. و لله در القائل:

 

إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه … فصدر الذي يستودع السر أضيـق

 

قلت له و قد قرب الموسى من وجهي، تدري يا أردم أن الماء عندنا هنا في الخليج شحيح عموماً و إن توقفت محطات التحلية لا سمح الله عن العمل لأي سبب..

 

حرب مع إيران؟

 

يا أخي هلا تفائلت قليلاً؟ 

 

أوكي يعني اخترب الماكينة؟ 

 

مثلاً! فإن الاحتياطي لا يدوم لمدة طويلة

 

طبيعي، أنتوا تغسلون سياراتكم كل يوم رائد!

 

أنا لا أفعل، و إن فعلت فهلال “السائق” يستخدم الدلو.

 

إنتا تسوي غيرك ما يسوي!

 

“إنتا تسوي غيرك ما يسوي” كم غريبة هي هذه الشبهة، و هي ما يقابلك به العوام متى ما رفضت أن تكون إمعه، فأردت أن تغرد بعيداً عن السرب لأن السرب لا يحسن التغريد! الحديث عن جدوى مجهودك الفردي.فعلاً، ما الذي قد يحدثه هذا الفرق؟ قد أكون كذلك الحجر الصغير الذي لم ير أي نفع في وقوفه بين إخوانه الصخور منهم و الأحجار، فاستصغر نفسه و تدحرج إلى مكان أقل قدراً فانهار السد من وراءه. لكنهم ينكرون علي حتى احتمال انهيار السد من بعدي و كأني لا شيء.   

نعم، أي فرق أحدث أمام هذه الجموع؟ من أنا؟ الفرد الذي لا يملك إلا عزمه و همته؟ و هذه نظرة لا تخلو من المادية إذ يُنظر للواحد منا بأنه رقم لا فرد، بأنه عدد لا أحد! لا طموح نحو غد و لا شموخ بعد. يكممون فاهك قبل أن تنطق و يقطعون عليك أي سبيل نحو أن تقول لحظة عندي رأي آخر! و هم في هذا كله مثبطون كرهوا انبعاثك، و يؤرقهم ثباتك. هل يقفون دون ما أردت لشيء خلا اعتيادهم أمراً ما؟ و هل يعز عليهم كسلهم و أن في الحركة جهداً و تعباً ؟ ألف فكرة، ألف جواب يقول لي خذني من بينهم و ألقمهم إياه، ألف دليل من كتاب الله، و من سنة نبيه عليه الصلاة و السلام – ومن الأشعار و من سير من مررت بهم.

 

رائد.. رائد؟

 

هه؟

خلاص خلصت، أنت شتفكر فيه؟

 

نظرت لنفسي في وجه المرآة، لا أفكر في شيء سوى هذا الذي آراه أنا، دفعت المبلغ و قبل أن أهم بالخروج قلت: أردم.

 

أيوا؟   

 

أشرت إلى السماء فقلت: هو يعلم أن هناك من يوفر الماء مثلي، و الجهد مني و التوفيق منه سبحانه.

ابتسم : و نعم بالله.

 

 

تعقيب أكتبه في السادس من يوليو 2011:

 

همسة في أذنكم من يعيب علينا وقوفنا في حملة مقاطعة كيوتل 777: و الله ما قدرتم ابن بلدكم فأقمتم له قدره، و و الله لو عرفتم همته و عزمه إذا لراعكم مقاطعة واحد فكيف بالمئات منه، و حوله من المواطنين الذي ألفوا هذا البلد مئات آخرون؟ كيف لا و قد جئتمونا بعد أن تعود هذا الشعب على كسر المستحيل، و تحقيق ما ينهانا القوم عنه؟ و هل صرف شباب من قطر حر و حرد و حقد من أن ينالوا استضافة كأس العالم للعام 2022؟ أتمنى من كيوتل و القائمين عليها أن يكبروا هذا الهمة، خاصة و أن المقاطعين يريدون منهم و لهم الأفضل.  

 

مقاطعكم

رائد.

 

ملاحظة: في الغد، سيتغير المستهلك في قطر للأبد. و كفى به إنجازاً.   

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. منى٢٩

    2011/07/06 - 10:37 م

    ان غداً لناظره قريب
    معاكم في ٧٧٧ وبالله التوفيق

    missmuna29

  2. أمل

    2011/07/13 - 04:15 ص

    بكره احلى

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات