كانت في طريقها إلى خارج المجمع التجاري، تلاحقها أرجل البعض و تتبعها أعين آخرين ممن اكتفوا بالنظر للرياحين عوضاً عن قطفها، يتابعونها كما يتابع عباد الشمس (أو تباع الشمس بحسب علمانيتك أو تدينك.) كان جمالها طاغياً (نفس بعض طغاة العرب الذين بحت أصوات شعوبهم تدعوهم للتنحي و إلى النزول عن عروشهم لينادي أحدهم بعد دهر: إنني خدمت الوطن واجد واجد..و إن شاء الله خمس سنين بعد و موضوعك خالص) جمال التفت إليه النساء قبل الرجال، فالرجال يسير استمالتهم سهل استثارتهم لأنهم ضد، و الضد يجذبه ضده على عكس المرأة التي تنقد قبل أن تمدح و تفحص قبل أن تعجب بمثيلتها. (أخوي الغبي: مفكر أن المرأة تكشخ لك بالأماكن العامة؟ أنت تحصيل حاصل..امش يا تافه للسطر اللي بعده)
المهم، و قبيل خروجها انتَبَهَت إلى كشك صغير مهمل و متسخ، لا شيء غير التقوى يزينه و لا دعاء المساكين يقيم دعائمه، بداخله إعلان كبير به صورة طفل على عينه ذبابة (نفس الطفل الذي تراه منذ حملات الاغاثة في مطلع الثمانينات، فتدمع عينك أسفاً و يرتفع صوتك بالعويل و أنت تلفت انتباه من بجانبك: أعععع شوفه ما فيه حيل حتى يكش الذبان أو يغمض عينه أعععع) وقفت بكل براءة أمام هذا هيكل التبرعات، و غض المطوع المسكين بصره و شاح بعينيه إلى حيث لم تكن هي، فحسبته ضريراً و أخذ يحوقل (أي يقول: لا حول و لا قوة إلا بالله و أكاد أحلف أني سمعته: “إني أخاف الله” و أنا في هذا استشيط غضباً من باب الحسد محدثاً نفسي آملاً في أن تصل أفكاري إليه عبر التخاطب : تحلم تدعيك لمعصية! )
Anonymous
2011/04/30 - 08:41 ص
الأسلوب مؤثر مشوق ، العبارات قوية ، لكن تداخل العاميّة مع الفصحى أفقد التدوينة توازنها
بالإضافة إلى أنني احتجت إلى قراءة التدوينة ثلاث مرات لأحاول فهم مغزى التدوينة وفي كل مرة أخرج بنتيجة مختلفة عن سابقتها !!
هل تعدد المغزى مقصود ؟
S A Sultan
2011/04/30 - 02:34 م
السرد جميل جداً ومشوق، لكن الفكره هي الرائعه وعليك في توصيلها إلى الجمعيات الخيريه. كلنا نعلم كم يسخر أغنياء الغرب ثرواتهم للفقراء من وازع إنساني. والأمثلة على هؤلاء كثيرة.تدوينة هادفه والقصد من ورائها في حد ذاته صدقه.