أي الوظائف تلائمك؟ (1-3)

كثيراً ما يسألني الناس، و خاصة الشباب منهم: كيف لي أن أعرف أي الوظائف تناسبني؟

ينبغي لك الإجابة عن ثلاث أسئلة قبل أن تخوض في وظيفة ما، و يتحتم عليك أن توازن فيما بينها، متى ما فعلت وجدت الوظيفة التي تناسبك و تلائمك.

ما الذي أضمنه لك؟ المعاش الشهري الضخم؟ المراكز العلية و المناصب الرفيعة؟ لا أكاد أجزم بأي مما ذكرت لكني أوعدك أنك ستذهب لمكان عملك في كل صباح مسروراً، و آنساً لا ينغص عيشك زميل في العمل و لا تكدر صفوك مشاكل تصادفها.  و صدقني،  الفلوس تروح و تجي..  أحلف لك؟ طيب: و الله الفلوس تروح و تجي.

السؤال الأول: ما الغاية منك؟

هل تفكرت في نفسك ذات يوم؟ لأي شيء ولدت في هذا البلد الذي هو بلدك، و من هذا النسل؟ و في هذا البيت؟ و نشأت على هذا النحو، و مررت بتلكم التجارب، و صادفت هؤلاء الناس في معترك الحياة؟ أكنت تحسب الأمر عبثاً؟ هناك نداء بداخلك، هناك رسالة تؤديها و واجب عليك فعله. نعم، هناك حد أدنى و غاية قصوى لكل منا قالها خالقنا وهي:

“وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”

لكنه خالقنا يذكرنا على لسان رسله عليهم السلام فيقول:

“رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى”

قد يسأل بعضكم كيف لي أن أتعرف على هذا النداء؟ و أجيبكم بحق لا أدري! علكم تقولون “ألهذا جمعتنا؟ تباً لك سائر اليوم” لكن أليس هذا أصدق عند الله من أن أحشو أذهانكم بهراء لا أؤمن به؟ كل ما في الأمر قناعة تترسخ بداخلك و حقيقة لا يفصلها عنك سوى الأيام. لا يثنيك تثبيط أو تحبيط ، و تحس أنك تقترب منها شيئاً فشيء، بقي أن تعرف أنك لن تصل لحقيقة مثل هذه بمجرد أن تنظر للبحر أو تمسي في البر. قناعة كهذه، و يقين بأنك مميز حباك الله بخصال و خواص تميزك عن باقي أفراد عائلتك تأتي بعد أن تعرف نفسك، فهل عرفتها بعد؟

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات