أي بنية ..لن أحدثك عن فرحتنا بقدومك، ستجربينها بإذن الله سترينها في عين زوجك و تحسينها في خافقك حين تحملين رضيعك بين يديك ستعلمين كيف أحسسنا أنا و والدتك حينها.وددت لو أني وهبتك ألف إسم يصف جانباً من جوانبك، أطيل النظر في قسمات وجهك لأخمن أي لمحة في وجهك تنسب لي أو تنسب لوالدتك. لم نخلق الذكريات بعد أنت و إياي و أكاد لا أصبر عن فراقك فما أنت فاعلة بي إن وهن عظمي و تزودت من ذكرياتي معك لسني شيخوختي؟
حدث في الأسبوع الأول من مولدك أن أصابك أذى بسيط في عينك، اتصلت بي والدتك كنت وقتها منهمكاً في عملي، قالت أن الأمر هين و أننا نستطيع أن ننتظر إلى حين أفرغ في المساء من عملي. لم أصغ إليها، استأذنت من العمل و نفسي تسأل: كيف لي أن أنعم بالنظر حين يشوب نظرك أذى؟ و لسان حالي:
اذا ليلة نابتك بالشكو لم أبِتْ _ لشكواكَ إلاَّ ساهراً أتململُ
كأنيّ أنا المطروق دونك بالذي _ طُرقت به دوني فعيناي تَهمُلُ
لم تستطع أمك أن تأتي معنا فذهبت و جدتك تحملك حتى وصلنا إلى المستشفى انتظرنا و إذ بي أسأل عن علاجك ليخبرني الطبيب أنه أمر هين، حمدت الله. لكن و لوجود دم يسير خرج من السرة اضطررنا لفحص يتطلب سحب دم من يدك، جزعت جدتك و سألتني أن أظل بجانبك إذ لا تستطيع أن ترى فلذة كبد ابنتها توخز بالإبر في هذا العمر.
لن أنس ما حييت حين وخزتي بالإبرة.. حين قبضتي بأناملك الصغيرة على إصبع من أصابعي و ملء صراخك مسمعي، و ماجت صورتك في عيني، و ظلت أهمس آي ربي في أذنك. كنت أظن أني سأخرج من هذه الدنيا بنيتي دون أن أرجو أحداً من الخلق، كانت أول مرة أرجو فيها أحداً فقلت للممرضة :
هلاّ أسرعت، أرجوك.
سحبت الممرضة الدم، و هي تقول ببرود: لعلها أول مولود؟
فعجلت و صار إشفاقي عليك غضباً عليها: ويحك أسرعي، و الله لو كان خامس مولود أليس هو بضعة مني؟
حتى أنتهت، من إفراغ دمك في أنبوبة الاختبار ضممتك إلى صدري.
أي بنيه وددت لو أن السيوف ضربت والدك فمزقته قبل أن يقض مضجعك وخز إبرة.
و لن أنس ما حييت حين رددتك سالمة إلى البيت فلحظت والدتك في ذروة إعياءها الضمادة الموضوعة على ظهر كفك فنظرت إلي و هي تسأل مذعورة : سحبوا دمها؟ فقلت : نعم فجهشت بالبكاء و أقسمت ألا تفارقك في مرض أبداً.
عندها فقط ، علمت مدى تضحية والداي، و ندمت على كل مرة صدرت مني أف في حقهما. ذهبت إلى والدي هذا الرجل، أبي الذي كان يترك عمله كما فعلت و يهرع إلي كما هرعت إليك فقبلت رأسه، و أتيت أمي فلثمت يدها، سألتني: شلونهي بنيتي؟
بخير أمي.
تدري؟ قبل كم من يوم أنا و أبوك جالسين نحاتيك، الحين صرت أبو..
كبرت يا أمي. قاطعتها و أنا ابتسم.
كبرت للدنيا، و بقيت بعيني صغير.
حفظ الله لكم أبنائكم و آبائكم.
مبارك
2011/01/08 - 06:14 م
مبارك
أولا أشكرك..ذكرتني بلحظات ولادة بناتي…أرجعت لي ذكريات جميلة جدا
“فما أنت فاعلة بي إن وهن عظمي و تزودت من ذكرياتي معك لسني شيخوختي؟”
صدقت. اسأل مجرب (وصديق) سترى إن شاء الله كيف يكبر هذا الحب و يزداد بطرق لا يمكن أن تتصورها الآن. الطفل الآن ما له إلا النوم أو الحليب. تخيل إذا تعلمت المشي و الكلام قريبا بإذن الله و ركضت اليك و ضمتك و قالت لك يبه أحبك واااااايد. الله يعينك 😉
ألف ألف مبروك جعلها الله مطيعة لربها و بارة لوالديها
نور
2011/01/08 - 06:20 م
مبدع !!
Tweets that mention منيرة « كــــــــــــــــلمتكم -- Topsy.com
2011/01/08 - 06:27 م
[…] This post was mentioned on Twitter by Wadha AlAjmy وضحـى ,. Wadha AlAjmy وضحـى , said: #nowReading☺ RT @Ra_ed: http://www.kilmt.com/?p=1129 منيرة the latest blog entry. Hope you all like it, and leave a comment
[…]
فهد
2011/01/08 - 06:44 م
نعم، أعدت لنا ذكريات جميلة ولو كان فيها من الصعوبة ما هو فيها.. حقّاً لا نعلم معنى الرحمة حتى نرى هؤلاء الصغار بين أيدينا..
تعظم وتكبر المسؤولية والمشقة بكل يوم يمر عليكم ولكن كل ذلك يهون أمام تلك الابتسامة التي تذكركم بقيمة الحياة.. فعلاً، ألم يقل سبحانه {المال والبنون زينة الحياة الدنيا}..
أسعدكم الله بمنيرة وأسعدها بكم، وأنار حياتكم بالخير والبركة وحفظها وإياكم من كل مكروه.
تونا جاوية بالنكهة اليابانية
2011/01/08 - 07:59 م
ألف ألف مبرووك ما جاكم ، تتربى في عزكم والله يحفظها ويحميها
نفسي أجرب دا الشعور ، أحسو جميل أجميل شي :”””)
تدوينتك رائعة تدمع لها العين ، الله يجعلها قرة عين لكما
ابرار
2011/01/09 - 06:46 م
اغرورقت عيناي بالدموع ..فتذكرت ابيات ابن الجوزي حينما قال:
كانا إذا سمِعا أنينَك أسبلا * دمعيهما أسفًا على خدّيهما
وتمنيّا لو صادفا بك راحةً * بجميعِ ما يَحويهِ مُلكُ يديهما ..
رغم اني قاربت دخول عمرالرابعه والعشرون لاكنني لااخفي عليكم حجم سعادتي وخجلي دوما حينمايرحب بي الغالي دوما كنيةبأاسمه(هلا بأم خالد هلا ببنتي الكبيره) , حفظ الله والديي ووالديكم ,وبارك الله لك ياابى منيره بمنيره ورزقكم الله ببرها اللهم آآمين
Um3azzan
2011/01/10 - 11:30 ص
صدق من قال ان الحب يكبر مع كبرهم ومع تعدد مهاراتهم .. ضمة منها ستنسيك تعب يوم كامل وتعطيك طاقة لا حدود لها .. حفظها الله وابعد عنها اي مكروه
mallouk
2011/01/12 - 08:01 م
الأبناء
إنهم فاكهة العمر
وقصائد الشهور
ونغمات الأيام
بالتوفيق والسداد
تحيتي ومودتي
layal
2011/01/20 - 09:42 م
الف الحمد لله علي سلامتها وسلامه امها
تتربي في عزك يا ابو منيره
ghadeer odeh
2011/02/18 - 11:06 م
mabrowk ya raed ,blessed who is carrying your genetics !
لا أحلى (وحله)في الدنيا
lol
i mean
ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين
صدق الله العظيم
Najat
2011/03/03 - 10:49 م
Happy Birthday
Congratulations for the newborn – May God protect her always- Ameen.
Najat
Ra-1
2011/03/08 - 01:25 م
مبروووك!
الله يجعلها من الذرية الصالحة