هرا لال..
عيد معاي هرا لال.
مرة ثانية هرا لال. الآن سل نفسك : شنو يعني هرا لال؟
أتصور إن أنا مت فقد يكون هذا الإسم بجانب تقرير وفاتي تحت خانة : سبب الوفاة. وإليكم قصتي.
بداية: هرا لال واقع يفرض علينا التعايش معه شئنا أم أبينا يعني بالعربي إسرائيل. هو غباء في صورة إنسان بطل من مملكة النيبال، جاء إلى أرضنا بدافع العطف. إذ أخبرنا سائق الأسرة – الله لا يوفقه – أن هذا المسكين يقطن بقرية أصابها قحط شديد و يكاد يموت من الجوع. بكيت يومها بتأثر و حزن شديدين، و وضعت عقالي جانبا و آليت ألا ألبسه حتى يصل هذا المسكين فألقمه بيدي خبزا و عدس.
اللقاء الأول:
بعد شهرين،
تلقيت اتصالاً و تهليلاً بأن هرالال قد وصل فحمدت الله، و اشتريت ريال خبز و أنا انتظر هذا الهزيل المسكين.فهل رأيت رجلاً هزيلا؟ إطلاقاً! رأيت رجلاً مكتنزاً بعض الشيء، يميل إلى القصر، غليظ الشفتين غائر العينين شديد السمرة. حييته، فهز رأسه. و انتهى أول لقاء على ما يرام. (كنت مفكر إننا سنتبادل أوراق رسمية ولا ورود أنت و خيالك؟)
انعقد مجلس طاريء للعائلة، لتسمية هذا الوافد إسما يلائمه و سهل الحفظ، كأنه مولود.
خل نسميه صقر! قالت إحداهن..
فقلت: هل سيمثل في مسلسل بدوي أردني؟ هذا سائق يا جماعة ثم إن كان لا بد من إطلاق إسم مخلوق آخر عليه فلا شيء أنسب من : “دب”
و قالت أخرى: بل عبد الله، و تم طرح التعليل من وجهة نظر شرعية إذ أن حتى بابا الفاتيكان يعد عبداً لله.
و تم في الأخير التوصل لإهمال الراء و إسقاط الألف ليصبح إسمه الحركي “هلال”
اليوم و بعد مضي ثلاث أشهر أنا على يقين من أنه مخلوق مشع، يورانيوم (و الشلة) أو به تركيبة تتن و تبغ لأنه يجيب أمراض الصدر و انسداد الشرايين و ضغط الدم من شدة غباءه. حرام عليك يا رائد؟ إذن اسمحوا لي أن أسرد عليكم الوقائع التالية:
حين انتهى مسؤول الأوراق الحكومية بمكتب الوالد -حفظه الله و رعاه (قل آمين) – السوداني هيثم من أوراق هلال و تسجيله في مدرسة السواقه، سحب هلال من يده فقال له: من بكره تيجي هنا توقف تروح الاستقبال، فهمتا يا زول؟
هلال: ها… (تفيد الفهم)
في اليوم الثاني الساعة الثاني عشر ظهراً، اتصل بي هيثم و هو يصرخ: عليك الله سفره يا زول.. يا رائد هذا غبي.
لا حول و لا قوة إلا بالله، ليش يا هيثم؟
أوصّله لغاية الاستقبال، قلت له أدخل جوه. هز راسه. أجي آخده بعد أربع ساعات ألاقيه واقف مكانه عند الاستقبال ما تحرك شبر؟ إيش ما يتملل؟ ما في مثل عندهم على وزن: اللي يسأل ما يتوه؟ هذا شنو؟
قبضت على قلبي، والألم يمزعني : ألبي.. ألبي.
رفعت الأمر إلى المجلس الأعلى لتوجيه الأمور العائلية فجاء الرد: حرام يا أخي، أصبر عليه. تبي الله يعاقبك؟ تبي الله يعاقبك؟ الصراحة خفت من العقاب الإلهي و أبقيت عليه.
في يوم من الأيام دعيته فخرج من غرفته و يده بها حبيبات عيش و قليل من عدس، فقلت له: يا أخي أنت وشو؟ من يأجوج و مأجوج؟ فرد: يمين يسار سير. إلى هذا اليوم أنا لا أدري، هل كان يحسب يأجوج و مأجوج مرادفين لكلمتي(يمين يسار) بسبب الجناس اللفظي؟ الله أعلم.
دخلت فقابلت عمتي سألت: ليش تحطون له هالكثر أكل؟ كنتاكي و بوفيه 24 ساعة؟
فأجابت : لا و الله رائد يعورني قلبي أخاف الله يعاقبنا لأنه ما نعطيه أكل
فقلت: يا عمتي الله عز وجل سيعاقبنا بسبب مرضي السمنة والسكري اللذان سنورثهما الرجل إذا تم يأكل على هذا المنوال.
أجابت: علمه قبل لا يأكل يقول بسم الله الذي لا يضر مع إسمه شيء في الأر ض و لا في السماء و هو العزيز الحكيم.
خله يسلم الأول يا عمتي الله يغفر لنا و لك!
بعد حصوله على الرخصة، و الغريب ثقته المتناهية حين سألته ليلة الامتحان، هل ستنجح؟ فقال: ها (تفيد الثقة و الكبرياء) ما في مشكل سير. و بالفعل نجح! حصلت هذه الأمور:
اليوم الأول:
استأجرت له سيارة ليتدرب على السواقة بها، اتصل بي من أوصله – هندي مخضرم و خبير : رايد، هذا نفر ممكن في موت.
قلت ويحك! للحين ما حللنا فلوس المدرسة.
فقال: هذا واجد في خوف. هذا نفر كلام أنا “سيارة في صوت يجي، ممكن في بومب (قنبلة.) أنا يقول: شنو بومب؟ حتى أنا تسائلت حينها: معقولة؟ معقولة النرجسية تصل بك إلى هذا الحد يا هلال؟ معقولة تتصور أن في بني آدم أو تنظيم يستهدفك؟ و بقنبلة موقوته؟ يا أخي بيحطون لك سم في العدس و انتهينا! و لله الحمد إذ أدركناه قبل أن يرمي بنفسه خارج السيارة أثناء سيرها (فلم هندي- إثارة – تشويق ) فقال له المترجم ما معناه : يا اللوح، يا تحط حزام الأمان أو تعبي السيارة بنزين و يوقف الصوت.
هلال: ها…؟ ها.. ال(ها) الأولى تفيد التساؤل، ال(ها) الثانية تفيد جواباً و حال : حال واحد مفهي بعيد عنكم.
اليوم الثاني:
ذهب هلال إلى الوكرة، و من منطقة الوكرة إلى دوار سلاح الجو (مسافة لا بأس بها) و هو يصدر أصواتا تنم عن الضيق و التذمر، إذ كانت السيارة تصدر أجراساً حتى وقف عند الدوار: أخذ يصرخ في السيارة:آآآآآآه. و يهز عجلة القيادة( عله ظن أنه يستطيع خنق السيارة إن هو فعل هذا حقيقة لا أدري)
أجابت العجوز بالخلف: يا غبي، نزلت الهند بريك؟
وحد الله عزيزي القاريء، عجوز تفهم في هذه الأمور و هلال الناجح من مدرسة سواقة لا يعلم. وحد الله يا مسلم. سحّب السيارة كيلو مترات و السيارة الإيجار (الحمدلله) تئن و ترزح تحت وطأة هذا المأفون.
اليوم الثالث:
هلال يوصل غلاماً إلى المدرسة صباحاً، و ينادي عليه كل من مر به في الشارع: إما عن طريق الإشارات, أو إطلاق الأبواق. ردة فعل أي بني آدم سوي عادي: أن يقف ويتساءل إن كانت ثمة خطب ما.
أما هلال، فكان يلوح ذات اليمين و ذات الشمال يسلم على الناس ظناً منه أن ملك النيبال أوصى السفير النيبالي بدولة قطر بأن يتم إخطار وزارة الداخلية بوجوب تحفي السائقين للسيد هرا لال و لا فيها زعل،ها؟ (ها هذه تفيد التهديد) ( المصدر: ويكيليكس النيبال)
ملك النيبال السابق.
حتى أوقفه شاب شجاع فقال: أنت ياخي شنطة السيارة مفتوحة كنها واحد يتثاوب من صباح الله خير، ذبحتني و أنا أتثاوب مع سيارتك!
الاستنتاج:
بعد سرد كل هذه الفظائع اللي تقترب إلى حد فتنة البرامكة في العصر العباسي. ما الذي يخطر ببالك؟ أن هلال يتعذر و يطلب مهلةً أطول لأن الأمر جديد عليه كليةً. أبدا، هلال الغبي قوي العين يطالب بزيادة مئة ريال لأداءه اللي
Above expectation!
و يا حسرة في القلب…
لكل داء دواء يستطب به _____ إلا الحماقة أعيت من يداويها.
ملاحظة: بعد التقصي و البحث تم اكتشاف أن المجاعة التي أصابت قرية هرا لال في مملكة النيبال، كانت بسببه. إذ يستهلك خيشة عيش يومياً و محصول كامل من العدس أسبوعيا. الدليل : أعطيته تيشرت مرسوم عليه كوكب الأرض (بحجم التفاحة) في غضون شهر نفس التيشرت كان كوكب الأرض على التيشرت بحجم الأناناس.
Um 3azzan
2010/12/17 - 03:48 م
ما اقدر اقول الا ” الله يصبرك”
أحمد الكواري
2010/12/21 - 08:25 ص
قصه رائعه اعتقد انها تتكرر مع عائله مختلفه كل يوم, احييك على السرد المشوق والخيال الواسع
تحياتي
مبارك
2010/12/24 - 08:04 ص
رائد ترى المسألة مش بسيطة…انت عندك خيارين..يا إما تسفره الحين أو تتعايش معاه و هذا الا حتمال الكبير.
معناها إن لازم تتعامل معاه. ما في إلا تتذكر دروسك في التنقيب عن البترول و المعادن النادرة و تدور أي شي في صفاته تستحسنه و يفيدك.
ما في غير جذي. شتسوي يا اخي هذا الانسان راح في يطلع وجهك يوميا، احتمال كبير لسنين. لازم تفكر تكون علاقة إيجابية معاه بقدر اللإمكان.
مثال…سواق الوالد من نوع هلال، فهمه ثقيييييييل الله أعلم ليش. المشكلة الأكبر دايما يسوي نفسه فاهم و يقاطعك في الكلام كأنه يقول لك “يالثور لا تشرح لي زيادة أنا فاهم” صدقني وصلت معاه مرحلة عادي أخليه يقاطعني. بعدها ب 5 دقايق أتصل فيه و أذكره بنفس الموضوع عشان يكتشف ‘ن كل اللي كان في باله غلط…و هلم جرا
الله يعينك لكن صحيح ترى، لا ثالث لهما…تسفير الحين أو تعايش للأبد!!!