أي شيطان كان يحضر حديثي بهذا الشخص فألقى بنا إلى حيث الطفولة؟ قلت  محدثاً إياه عما حدث ذات يوم: ألقيت طبقاً ذات مرة…

 فقاطعني: ليش شايله؟ الخدامة وين؟

أية خادمة؟ لم يكن معنا خادمة ذات يوم!

فغر فاه، كأني لفظت كلمة الكفر أمامه: نعم؟

المهم أني ألقيت الطبق…

قاطعني مرة أخرى: شلون يعني ما عندكم خدامة؟

ببساطة لم توافق أمي أبداً أن تقوم سيدة أخرى برعاية عائلتها! لم يكن لدينا خادمة.  

كم واحد أنتوا؟

لاحظ عزيزي القاريء أني أتحدث مع أخي المواطن، لكني أحسست أني زائر من الفضاء عندها، أو سائح أجنبي تتم المقارنة بين عادات وتقاليد شعبه بشعب محدثه.

ثلاث إخوة.

يعني، يعني..  الوالدة هي تغسل الصحون؟

كنا نساعدها، بأن يغسل كل منا طبقه.

و من يرتب البيت؟

حين ننهض كنا نعد أسرّتنا. ببساطة، ما بك تستصعب الأمر؟ هو أيسر من هذا كله.

و إذا بغيت شاي؟

أعددته بنفسي لنفسي.  

أخذ يقهقه عالياً : وين قاعدين؟ كنتاكي help yourself  ؟

ابتسمت،  لكن دعني أحدثك بشيء آخر : بقي أن تعرف أن والدتي كانت تفعل هذا كله و ما زالت لوحدها، و تجد الوقت الكافي للعناية بحديقتها، و للقراءة، و حفظ كتاب الله، و أن تجالس أخواتها و أهلها لا يضيرها و لا ينقص ذلك منها شيئاً.

الله يعطيها طول العمر و الصحة. في حد يساعدها؟

بعد إلحاح منا رضت بخادم يأتي مجرد ساعات فيعني بأمور،و لا زلت تتذمر من قلة عنايته بتلكم الأمور.

تركته ذاهلاً، و أنا أرثي أمره  إذ يرى إعداد الشاي مستحيلاً و حمدت الله أني نشأت ببيت تربيت فيه على أن المستحيل قريب و سهل كإعداد الشاي!