الهوية الوطنية، و زراعة قصب السكر 2030.

“حاول أن تفهم قبل أن تُفهم.”، “حاول أن تفهم قبل أن تُفهم.”، “حاول أن تفهم قبل أن تُفهم.”

هكذا كنت أذكر نفسي و أنا استمع إليه.

الحفاظ على الهوية الوطنية في العام 2030.

عندها قررت أن أتوقف عن الفهم ، يعني بلا مواخذة أتنح، فقلت : ” يا سيدي الفاضل، هذه أهداف نبيلة، و أنا أشد على يدك و سأدعو لك بظهر الغيب، و سأفرح إن مد الله بعمري فرأيت الهوية الوطنية لم تتغير قط و ظلت على ما هي عليه، من يدري عل الدهر يلتفت عن هويتنا إلى حين؟” ثم أكملت بكل برود “لكن هذا مستحيل”

ماذا تعني ؟

أعني أنكم تنظرون للأمر من زاوية لا أعلم لها اسما في علم الهندسة!  فعوضاً عن تصوركم للهوية القطرية في العام 2030 فأنتم متشبثون بما هي عليه الآن، و تظنون أن علينا سن بعض من التشريعات و ممارسة بعض النشاطات و عندها لن نتغير إطلاقاً سنبقى نحن كما نحن. لقد حكمتم على أنفسكم بالفشل و لمّا تبدؤوا بعد يا سادة. ينبغي لكم أن تنظروا إلى ثوابت الهوية، ما الذي يجعل منا ما نحن عليه؟  و من بعدها إلى ما يمكن الاستغناء عنه و لأضرب لكم مثلاً : فقبل عشر سنوات، كان لبس المرأة لبنطال الجينز أمراً مشيناً معيبا و كان جزء كبير من المعارضين يلجأ إلا كونه “عيب و منقود”، و جينز المرأة اليوم طبيعي إلى حد ما. و كذا قيادة السيارة، و تقلد المناصب، و الظهور في الجرائد إلى آخر هذا.  لكنه اليوم جزء من الهوية القطرية بل و الخليجية أجمع.

و إليك مثل آخر: في القديم أيها السيد، كان من الغريب ألا يأكل الرجل غداءه مع امرأته، و اليوم العجيب إن استطاع هذا! فأغلب الأعمال تنقضي في الساعة الثالثة عصراً  (لله وكيلكم محسوبكم إلين 4:30 العصر و ساعات 5:30 ) نحن في الخليج كنا أشبه بالمجتمعات الزراعية , لست أعني أننا كنا مزارعين، و لو كنت كذلك لوددت زراعة قصب السكر (أحس إنه كشخه يلقبوني : السكر)  لكن كنا كذلك إن نظرت إلى البساطة، و الاهتمام بالعادات و التقاليد و عدم التكالب وراء الثروات على النحو المرضي الذي يجعل من المرء يبيع ثوبه ليشتري سهماً ما ثم يلعن السهم و يتحسر على الثوب.

Anyways

في حين أننا اليوم نتجه نحو المجتمعات الصناعية حيث الكل يردد :نفسي نفسي..  

و يزيد الأمر غرابة و طرافةً أن الهوية القطرية على سبيل المثال بعيدة البون عن الهوية التشيلية (و الله ما أدري ليش جات هالجنسية على بالي لكن لكم التصور)  لكن هذا الاختلاف سرعان ما ينطمس ما أن نقيس الهوية الوطنية بمثيلاتها السعودية و الكويتية على سبيل الجدل.

هناك فروق واضحة في الملبس، و اللهجات، و المأكل هذا ما لا شك فيك. لكن أهذا كل ما يميز الشعب عن الآخر؟  إن كانت هذه الفروق فحسب فينبغي علينا التشبث بها و العض عليها بالنواجذ بالرغم من صغر شأنها! لأن هذا ما يميّزنا عن غيرنا، لست أدعو إلى الفرقة و لا إلى التمييز العرقي، لكنها خصائص الشعوب التي باتت اليوم المتغير الوحيد الذي يجذب أو ينفر في ظل الرأسمالية. و أخشى ما أخشاه أن تتغير هذه الفروق ببعض من الخيوط و الإبر و قليل من البهارات!

واجبكم : علقوا و أشرحوا لي تصوركم عن هوية شعوبكم. ما هي الثوابت ؟ وما هو ما يمكن الاستغناء عنه؟

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. Haya

    2010/04/06 - 09:28 م

    In my dreamland, we keep homogeneous moderation of cultural norms that make sense to the rational mind.. and we get rid of the extremes, especially what’ll hold us back. The tricky thing is defining moderation

    I totally agree with your stand on identity preservation especially that right now, I have a foot in each culture, liberal and conservative. Only in my dreams both merge and create a balance

    Others might call it: Hello Schizophrenia

  2. Um 3azzan

    2010/04/07 - 08:20 ص

    ما يميز شعوبنا الخليجية عن غيرها هي 3 نقاط أساسي:
    – الاسلام (ومن الضروري أن نتمسك به ونفهمه حتى لا نضيع دنيا وأخرة)
    – عروبتنا (وشكلها بتروح منا قريباً)
    – بساطتنا وأخلاقنا (وهذي راحت وباقي قلة قليلة ممتمسكين فيهأ)

    حتى نبقي هويتنا علينا أن نفهمها ونقتنع بها .. ومن ثم تأتي البرامج التي تساعدنا على إبقاءها

  3. Raed

    2010/04/07 - 11:50 ص

    Tag : Dreamland, Schizophrenia, impossible.

  4. Raed

    2010/04/07 - 11:51 ص

    آمنا بالله… طيب كيف يختلف المجتمع العماني عن المجتمع الإماراتي؟

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات