الباندا و الأمريكان.

قبل دخولنا،  أسهبت في الحديث عن خصائص الباندا و حساسيته المفرطة من كل و أي شي،الباندا ذاكم المخلوق الوبري متكدس اللحم عظيم الجسم و أخطر ما فيه شكله البريء! نعم أنا أخاف من كل حيوان شكله : “كيوت”، أو أي مخلوق يجعل الجنس الناعم يلفظ : عبارة “واي يهبل.. شحلاته الدب ! يخليه حق أمه يا رب.”

 و الله ما أسقطت درع الحذر و هل يخدع القوم إلا حين تطرق أبوب طيبتهم؟  

دخلنا يفصلنا عن الغرف المعدة بطريقة لا تشعر الدب و صحبه بأنهم مساجين و إذ بالباندا جالس ينظر إلي و هو يزدرد الأوراق بعد أن يعري الأغصان منها ، أحسست إنه ينظر إلي و كله استغراب، نفس الاستغراب الذي يحل بك إذ كنت نزيل فندق و أبى النادل أن يغادر الغرفة إلا بعد أن يراك أتممت وجبتك (شيّبي هذا؟)  أخذنا نتبادل نظرات غاضبة و جعلت أهمس تحت أنفاسي : آه يا ابن الدب..

 

فجأة أصمّني صوت ” يا ربي شحلاته..” و قد كانت صرخة خافتة كمن يصرخ في مكتبة عامة، التفت أنا و الدب إلى من معي و فجأة أمعن الدب النظر و حلت تقاسيم وجه قد انفرجت أساريره.

كأنه أدام النظر؟ هي  بابا .. نظرة واحدة الأولى لك و الباقي عليك! يا ويلك من رب العالمين يا الدب!   

دام الصمت و كدت أحلف أن لو نزع لوح الزجاج، لم يتغير بالسكينة التي حلت بنا شيء. علها من أجمل المشاعر التي نغفل عنها اليوم و هي أن يأنس مخلوق لا إنسان لوجودك. فالقط حين يأنس لوجودك و يطمئن لجانبك فهو لا يريد محاباتك و لا يطمع بأكثر من فضلات طعامك و لين الإنس يقنعون بغير نهش لحمك.

و فجأة، بلا مقدمات .. و كأنك تنظر إلى فلم المخرج الراحل يوسف شاهين – من النصف – ضجة و صخب و صرخات تطلق في الهواء

OH MY GOD WOULD YOU LOOK AT HOW CUTE THIS PANDA IS

ذعر الباندا و هو يرميني بشرر وانتفض قائماً يظن أنهم صحبي من خدمة الغرف!  

أخذ ينظر للأضواء المنبعثة من الكاميرات ثم قام بكل ثبات و أدار وجهه إلى الناحية الأخرى -عطانا ظهره صج دب ما يعرف السنع!

أخذ يطلق الأمريكان أصوات صخب في محاولة لجلب انتباهه لكنهم كانوا أهون على الباندا من أن يعطوا فرصة ثانية.

Look at him he is mad.. he is mad.

ثم انطلقوا يتبعهم ضجيجهم و صخبهم.

لأن الحيوانات يا سادة تعلم :

أن الإنسان أقوى منها فقد يسلبها حرياتها و ينزعها من أوطانها فإما أن يجهز عليها فيسلخها ليتزين بها أو يبقي عليها بإسم حمايتها من الانقراض. لكنه مهما بلغ بطشه لا يستطيع سلبها أن تختار.

 

  

ملاحظة: جميع الآراء المذكورة في هذا المقال لا تعبر عن آراء صاحب المدونة بقدر ما تعبر عن رأي الباندا، و لا يتحمل الكاتب أي مسؤولية تنجم عن سوء فهم الدب.

FacebookTwitterGoogle+WhatsApp
  1. تونا جاوية بالنكهة اليابانية

    2010/04/06 - 07:19 م

    ههههههههههه والله ما درى الباندا عنكم ^ـ^

  2. Raed

    2010/04/07 - 11:48 ص

    و لا شكله كان مفتكر… شكله حتى كان يسب يقول : ايش يا حيوانات ما تخلوا الواحد ياكل في حاله؟

أضف تعليقك

*

أهم التدوينات